القصة الفائزة بجائزة أشدن العالمية

"عندما نرى بريق السعادة في عيون أطفالنا والابتسامة ترتسم على وجوههم لحصولهم على ابسط حقوقهم بعودة الطاقة الكهربائية يبعث بداخلنا طاقة من أجل توسيع مشروعنا ليقدم خدماته لمناطق أكبر ومستفيدين أكثر"

هذه كانت كلمات إيمان الحملي الفتاة البسيطة من محافظة حجه مديرية عبس والتي كانت تعيش في منطقة نائية تكاد الحياة فيها لا تعرف طريقها..
منطقة.. لا نفوذ فيها غير نفوذ الفقر الذي صار هو سيد الموقف في كل نواحي الحياة.. أملٌ ضاع ومعاناة لا تصف جبروت الفقر الذي عاث في كل نواحي تلك المنطقة وكأن النفق المظلم سيظل إلى الأبد..

ولكن

لم يدم ذلك الظلام أمام إصرار ايمان و بحثها عن الحياة الحقيقية لمنطقتها ومن هنا جاءت إيمان و زميلاتها بفكرة إنشاء محطة للطاقة الشمسية للمساعدة في تخفيف حدة معاناة مجتمعهن المحلي (مشروع محطة صديقات البيئة) و أخيراً تم اختيار مشروع محطة صديقات البيئة ضمن المشاريع التي يتم دعمها ضمن مشروع تعزيز القدرة على الصمود في الريف اليمني بعد تدريب الفريق على ريادة الأعمال وإدارة المشاريع الصغيرة.. تم صرف المنحة الخاصة بالمشروع والإشراف على تنفيذ المشروع خطوة بخطوة من البداية حتى تركيب المنظومات الى المنازل وتوصيل التيار الكهربائي.

 لم يكن الامر سهلاً بالنسبه لهن فقد واجهن رفضاً كبيراً من قبل المجتمع الريفي.. لاعتقادهم أن المرأة لا يوجد لها دور في الحياة سوى أن تكون ربة منزل ومسؤولة عن زوجها واطفالها، أما  فكرة عمل المرأة خارج البيت ما هو الا شيٌ مخالف للعادة وأنها حكر فقط على الرجال بل أن موضوع عملهن صار حديث المجتمع الريفي المليئ بالسخرية والاستهزاء.. ليس هذا فقط بل واجهن رفض وسخرية من آهاليهن والتي كان في إعتقاد المجتمع أنها كانت القاضية لتثبيطهن على ما سيقدمن عليه.. إلا أن هذا لم يزيد إيمان وزميلاتها الا إصرار وحماسة على إكمال ما بدأن فيه وإثبات أن المرأة تستطيع أن يكون لها دور غير المنزل.. وأنها تستطيع أن تثبت وجودها..  نيران الاصرار الموجود في عيونهن وإعتمادهن على أنفسهن جعل كل من في المجتمع الريفي أن يقف إحتراماً وتقديراً لجهودهن بشكل خاص وللمرأة بشكل عام.
 
لم يقف هنا المشروع الذي يعتبر أحد المشاريع النوعية في اليمن بل نال على العديد من الجوائز على المستويين (فكرة المشروع، القائمين على المشروع) حيث..

-   تم اختيار مشروع (محطة صديقات البيئة) من بين أكثر من 200 مشروع حول العالم للفوز بجائزة (أشدين العالمية (ASHDEN للعام 2020م في مجالات تعزيز قدرات المجتمعات على الصمود في وجه الأزمات وتحقيق العدالة والمساواة، والنمو الأخضر الصديق للبيئة.

- تم اختيار الأخت ايمان الحملي من ضمن 100 امرأة ملهمة ومؤثرة من جميع أنحاء العالم لعام 2020 قناة الــ BBC.

"إيمان وزميلاتها صنعن أجمل صور الأمل .. وأن  لا مستحيل في صناعة الأمل  .. فقط نحتاج لإرادة من حديد وأيمان نابع من أرواحنا لنصبح ملهمين ومؤثرين ... فماذا تنتظر ؟ "